السبت، 30 أبريل 2022

أخبرتهُ بالأمسِ أنّي أحبّهُ




أخبرتهُ بالأمسِ أنّي أُحِبُّهُ

و نثرتُ فوقَ شِفاههِ التقبيلا 


رَدّ الحبيبُ تحيّتي في لثمةٍ

و الرَدُّ في هذا السّياقِ جميلًا


لكنّهُ ما قال "إنّي أُحبّكِ"

و مضت هُنَيهات السكوتِ طويلًا


أوقفتُ قلبي عن محبّتهِ .. فلا

عُذرٌ لفعلتهِ ... ولا تأويلا!



***



قلتُ السّلامُ عليكمُ يا صاحبي

إنّي أحِبّكَ .. و المحبّهُ ثارُ!


رَدّ السلامُ بمثلهِ.. ثمّ ابتسم

ففهمتُ ما ينويهِ .. المكّارُ !


أكملتُ تمثيلًا عليهِ بمكرهِ

حاولتُ أن أُبدي القُوى قد خاروا 


و خنقتُ كُلّ الكبرياءِ لأجلهِ 

و بدأتُ باسمِ اللهِ: "يا مَكّارُ


هل كُنتَ تلعبُ بي؟ تُراقصني متى 

ما شئتَ، ثم تليه الاستغفارُ 


أمْ أنتَ رُهبانًا بدا متصعلكًا

ينوي الجِنان و تشتهيهِ النّارُ ؟”



صرخَ الحبيبُ: "كَفاكِ يا مجنونتي

إنّي أُحبّكِ، كان ذا مزحًا معك


استغفر الرحمن أن ألعب بكِ

يا حلوةَ الألعابْ.. إنّي أعشقك 


أحببتُ فيكِ .. أنَّني محبوبكِ

يا بنتُ، أحسنتِ اختيار الزّوجِ لك"



***



حاولتُ ألّا يستفّز مشاعري 

لكنني -رغم اتّزاني- أغارُ


قبّلتهُ.. حتّى يكفّ مديحَهُ 

عن ذاتهِ، ما هذا الاستهتارُ؟! 


و طلبتهُ: "زد في المديحِ فإنّهُ

لُغة الحديثِ بحضرةِ  الأحرارُ"



***



أحببتُ اسمكِ، كبريائكِ، منطِقك

و أُحبّ عقلكِ، رقصكِ، و قصائدك


و أحبّ أن تطئين طرف أصابعي

و أميلُ فيكِ، أشمّكِ، و أُراقصك!


الاثنين، 25 أكتوبر 2021

سِرّي الوحــيدْ

 



أنا مُذ عرفتُك صِرتَ صديقي

و سِرّي الوحيدْ


أنا مُذ عرفتُكَ..

صِرتَ صديقي 

و أُنسي

إذا ما جلستُ لوحدي

فإن جاءني بغتةً طيفُ ذِكركَ

آنسْتَ قلبي

و  وسّعْتَ ضيقي!


كأنّكَ أنتَ الذي جئتني

ليسَ طيفُكَ .. أنتْ

أنتَ الذي هاهُنالك يأتي اتّجاهيَ

من آخر ذاكَ الفضاءُ البعيدْ


محَوتُ لأجلكَ عُمري القديم

سمحتُ لطيفكَ أن يعتريني

مجرّد طيفكَ.. يملكُ قلبي

فقد صرت -ياعمري- قبلَ مجيئكَ

عُمري الجديد 


و لم أستطِع كبتَ سرّي

فمن دونِ صبرٍ

ولا كبرياءٍ

ولا أي شَكٍ 

تشجّعتُ فيكَ و مِنكَ و لكْ

و بحتُ إليكَ بسِرّي الوحيدْ!


أنا يا عزيزي

عزيزةُ نفسٍ

عزيزةُ دمعٍ

عزيزةُ شَوقٍ

و بأسي شديد 


فهَلّا رحِمت غروريَ هذا؟

و هلّا احترمتَ عنادي الشديد؟!


فمنذ عرفتك .. أنتَ صديقي!

و أصبحتَ عُمرًا جديدًا لقلبي

و لكنني لستُ أعرفُ لُعبةَ كَيْدِ النّساء

أنا هكذا .. لستُ أُحسِن تخطيط نفسي مَعَكْ

أكونُ كما ينبغي أن أكون

خفيفةَ ظِلٍ،

أُحِبُّ الفُنون

أقصُّ الحكايا على شَهْرَياري

أقول الحكايا التي تُعجبكْ!


و عندي من العقلِ ما لا تطيقْ

و بعض الليالي التي دونَ عقلٍ

ألوّنُ عتمتها بالجنون


أنا يا صديقي ..

لستُ أُصاب -أنا- بالجنون

أنا من بها قد يُصابُ الجنون!


أنا كبرياءٌ

و بعضُ غرورٍ

و فَيضُ حنانٍ

و قلبٌ زهيدْ


أنا كلّ هذا..

أتقبَلُني بفوضايَ هذِهْ؟ 

توقّف عنِ الصّمتِ.. أرجوكَ!

إنّكَ -من حيثُ لا تدرِ - تجعلني أنحني

أقبِّلُ ناصيةَ الكبرياءِ المجيدْ ! 

الجمعة، 17 يناير 2020

زِدني ...


زِدني ذُنوبًا .. زِد سوادَ صحيفتي
الذَّنبُ أنتَ، و ما اقترفتُ سِواهُ

زِدني من النّسيانِ، عُد بي للعدَمْ
خُذني لبُعدٍ .. لا ترى أقصاهُ

زِد دائرات الشّكِّ و اقتُل خَشيَتي
فقِناعُ حُبِّكَ أخشى ما أخشاهُ

أغمضتَ عنّي ناظِرَيَّ و قُلتَ لي
"آتيني قلبكِ، هاتِ ما أخفاهُ"

قلبي تعلّق مثل طيرٍ وَكْرهُ
من طوبِ جنّاتِ النّعيمِ بَناهُ

ثُمّ اعتنقتُكَ مِلةً .. و ديانةً
و ظننتُ أنّ القلبَ نالَ رِضاهُ

قد قُلتَ لي "سنكونُ أجمل قصةٍ"
لا شيء مما قلتَهُ عِشناهُ!

و نصبتُ متنيَ مِنبرًا تعلو بهِ
عوّجتَهُ.. و نكرتَ ما سوّاهُ

أغوَيتني، و رسمتَ لي خَطوي على
نهجِ الذين استأوَروا و تباهوا

قد كُنتَ مُحتالًا، ولكن يا تُرى
هل يَجرؤُ الغاوي اتّباع هواهُ؟

بل كُنتَ أهلًا للغِوايةِ حيثما
ولَّيتَ وجهكَ بانَ عنهُ هُداهُ



*****



أبخستَ بي و بكلّ شيءٍ بيننا
ما كانَ بالإمكانِ أن تنساهُ!

قد خُنتَ ميثاقًا غليظًا بيننا
ما كان لي شيئًا أصونُ سِواهُ

و دفنتَهُ بعد اغتيالهِ خِلسةً
ما زلتُ منذُ فَجيعَتني أنعاهُ!

و جعلتني صمّاءَ تشبهني الدُّمى
تشكُ الفراغَ لها لِكَي تملاهُ!

و بحبلكَ المسمومِ تُحكِمُ قَيدَها
إن شئتَ تُفلتُهُ، إن شئتَ تنصاهُ

و رسمتَ لي عارًا تُهدّدُني بهِ
لا شيءَ عندَكَ لي، فما أخشاهُ؟

من ذا الذي أغواكَ؟ لا تسأل لِمَ؟
لي عِنْدَهُ ثأرٌ .. غدًا يلقاهُ

قُل لي مَنِ الـ أغواكَ يا سنَدي و من
 كسّرتَ ظهريَ كي تنول رِضاهُ؟



*****



ضرّاؤنا تطغى على سرّائِنا
فالحُبُّ ذو مُرٍّ .. يفوقُ حَلاهُ!

قد ضاقَ فينا الأمرُ  حتّى استحكمت
حلقاتهُ ..  حتّى انتهى معناهُ!

آهٍ.. فآهٍ.. ثُمّ آهٍ .. ثُمّ آهْ
إذ لا يُداوي الآه.. إلّا الآهُ

أوّاهُ من حُبّي، اشتياقي، لهفتي
إن غبتَ عنِّي ساعةً أوّاهُ!

أحرقتني، شوّهت جُلَّ ملامحي
قلبي أحَبَّ جهنّمًا تصلاهُ!

و اليومَ لا نارٌ تقيدُ شموعنا
و النّورُ في عَينيَّ، مَن أطفاهُ؟

النورُ في قلبي.. أنا أطفأتُهُ
لمّا جعلتك قائِدًا تنصاهُ

دعني أعودُ إليَّ .. كم أشتاقُني
دعني فقد ملّ الفؤادُ دُجاهُ



*****



صَلَّيْتَ مُستسقٍ دموعيَ بعدما
جفّفتَ ماءَ العينِ.. كُنتَ سناهُ!

صوّبتَ خيبات التفاؤلِ أسهُمًا
نحوَ الفؤادِ فـقُلتَ "ما أبكاهُ؟

قد كانَ ذا بأسٍ شديدٍ جامحٍ
ما بالهُ صارت تخورُ قُواهُ؟"

سَل ماء وجهكَ، كيف تسألني أنا؟
من ذا أصابَ القلب؟ من أدماهُ؟!

لا تتّهمني بعدها باليأسِ يا
سفّاحُ قلبيَ يا خبيثُ صِباهُ

لا يستوي القَتّالُ إذ قارنتهُ
إلّا بما -جهلًاجنتهُ يداهُ

تبّتْ يداكَ و تبَّ ميثاقي معَكْ!
بل تبَّ قلبي يومَ كُنتَ مُناهُ

ما عادَ بي أملٌ ولا يأسٌ فهل
قد مسّني جانٌ؟ هلِ النُّواحُ أذاهُ؟



*****


شيّعتَ جثماني إلى أُمّي و ما
صُنتَ المودّةَ.. ما أقمتَ عزاهُ!

لم تبكِ عينكَ لي بدمعٍ واحدٍ
أبكَيتني طرَبًا بصوتِ غِناهُ

ألقيتَ -عند البابِبي و تركتني
مثل الرضيع الـ والدَاهُ رماهُ

كيف استطعت؟ و أنت من علّمتني
دين المحبّةِ.. أنت من سوّاهُ!

ما كُلّ ما يبغي الفؤاد ينولهُ
ما صابَ قلبيَ إلّا ما يخشاهُ!

قد كُنّا في التاريخِ سطرًا زائفًا
ما أخطأ التاريخ حين محاهُ


*****



المستقيمُ تأطّرَت أقدامهُ
حتّى الأمام.. إلى الوراءِ خُطاهُ!

ما عِدتُ أسطيع الإياب فكيفَ لي
أن أستعيد إلى الفؤادِ بَلاهُ؟َ

جفّفتُ شُطآنَ الوِصالِ جميعها
زُر بَحرَ شِعريَ إن أردتَ هِجاهُ

لا ضَيرَ أن تغفو السعادةَ لحظةً
فطريقُنا قد تستقيمُ خُطاهُ

لكنهُ والله ثِقلٌ موجعٌ
إذ تاهَ قلبي عَنْهُ ما يهواهُ

ضيقٌ و يأسٌ و اصطبارٌ مُهلكٌ
ما كُلّ هذا الموت.. يا اللهُ؟

الفرحُ ميقاتٌ بأمرٍ آجلٍ
أفهَل يفيءُ.. و حزننا ننساهُ؟

اللهُ لا يرضى انكسارَ عبادهِ
يختصّ في إيجادهم إن تاهوا


*****



ماذا استفدتَ الآنَ؟ قُل لي يا تُرى
يا أيُّها المَنسِيُّ في ذِكراهُ

قُل كيفَ مرّ الوقتُ فينا هكذا؟
أم هل مررنا نحنُ فيهِ بِلاهُ؟

الآن أعلنُ رِدّتي.. بل تَوبتي
قد تاب قلبيَ عنكَ .. رُدّ قضاهُ!

صَلَّيْتُ -في قلبيعليكَ جنازةً
فالبُعد طبّبهُ .. و قد أحياهُ

مدّت أياديها الحياةُ تقولُ لي
لا تصبري.. فالصَّبرُ ما جدواهُ؟

لا تحزني فالحُزن ذو عُمرٍ طويـ
ـلٍ ، حتفهُ -في سَعدِكِيلقاهُ 

فنفضتُ عن قلبي غباركَ كلّهُ
و بدأتُ -بِاسْمِ اللهِأرجو شِفاهُ

مزّقتُ جُزءَ فؤاديَ المُشتاق لَكْ
أرأيتَ قلبي الآنَ ما أحلاهُ؟!

اعذُر فضاضة أحرفي و جلافَتي
لينُ الفؤاد على المصابِ ثناهُ

علّمتُ قلبيَ رَقصةً شرقيةً
ينجو بها و يكِيدُ من عاداهُ


*****


عُدي لي بنُسختيَ القديمةِ.. هاتِها!
فاللِّصُّ -في دينيتُتَبُّ يداهُ

الآن عِش دُنياكَ كيف أردتها
و اتْرُكْ فؤاديَ يسترِدُّ هواهُ

دعني و شأني أسترِدُّ عوالمي
و أُعيدُ تكويني الذي تخشاهُ

أعلنتُ إخفاقي .. مَضَيتُ لهُدنتي
حتّى يعود السَّيلَ في مجراهُ

كي تركدُ الأمواج في شُطآننا
و يعودُ زورقَنا إلى مرساهُ

الآنَ أرفعُ رايَتي البيضاءُ لكْ
هل رايتي البيضاء ما ترضاهُ؟