بُكاءُ الطّفل.. صرَخاتُ الأم.. و أصواتُ الرّصاصِ تصدح
برائتهُ في كلّ يومٍ تُشرقُ فيهِ الشّمسُ.. و صوتُها يُجرَح
كلُّ الجروحِ لا تلتئِم.. بل تُفتَّح!
و هذا الطّاغي يتمادى و لا زالَ للدِّماءِ يسفح!
كلّ هذا هو شتاتٌ من سوريّا
سوريّا.. هذهِ الفتاةُ التي كانت بكلّ مافيها تفتخر..
و اليومِ قد أضحت تحتضِر..
هذهِ الفتاةُ كانت مُدلّلةُ أبيها، لكنّ أباها قد رَحلَ إلى السّماء!
فأصبحت هذهِ المُدلّلة.. مُخبّأةً تحت سقفِ الظُّلمةِ تحتمِلُ المآسي..
استنجدت بإخوانها و هيَ تراهُم في آخرِ الطّريق
أظهروا لها ملامحَ حُزنهم، و استداروا مُقدمين للأفراح!
استنجادُها كانَ صراخًا.. ثمّ نحيبًا.. ثمّ صمتًا!
باعوا الولاء.. باعوا الوفاء.. باعوا الأُخوّةَ و الشَرفْ!
سوريّا.. تتجرّع الألم المُميت..
فيا الله.. عليكَ بِبشّارٍ و أعوانه..
ربِّ اجعل دمَهُ يسيلُ كما سالت الدِّماءُ و الدّمَعات
ربِّ انزع روحهُ من جسدهِ كما نزعَ الشّرفَ من تِلكَ الشّريفات
ربِّ و أذِقهُ القهرَ و الحسرة كما أذاقَ المُسلمينَ أوجاعًا و طعنات.