الاثنين، 22 ديسمبر 2014

سُؤالي ..




سؤالي بريءٌ لطيفٌ
لماذا الحبيبُ تكبّر؟

فما عادَ للقلبِ صبرٌ
و ماءُ العيونِ تبخّر

بقى الملحُ فيها وحيدًا
حريقٌ بعيني مُدمّر

يقولُ الأنامُ بأنّي
سأنساهُ قسرًا و أكبُر

و صدّقتُ ما قيل عَلّي
ببعضٍ منَ الحُلمِ أظفر

و لكنَّهم حاربوني
و أمّلوا أن قد أُدَمَّر

كلامي ركيكٌ بِفاهي
و فيهِ السّكوتُ تعثّر

إليكُم أيا كارهيني
فأرعوا لصمتٍ تفجّر

سأبقى أُدافعُ عنّي
و أبقى بحُلميَ أفخر

و لن أتبّع ما تقولوا
و كلُّ الحدودِ سأكسِر

فلا دين َيَفني طموحي
و إن كانَ، فيهِ سأكفُر



الاثنين، 10 نوفمبر 2014

سوريّا المُدللّة




بُكاءُ الطّفل.. صرَخاتُ الأم.. و أصواتُ الرّصاصِ تصدح
برائتهُ في كلّ يومٍ تُشرقُ فيهِ الشّمسُ.. و صوتُها يُجرَح
كلُّ الجروحِ لا تلتئِم.. بل تُفتَّح!

و هذا الطّاغي يتمادى و لا زالَ للدِّماءِ يسفح!
كلّ هذا هو شتاتٌ من سوريّا
سوريّا.. هذهِ الفتاةُ التي كانت بكلّ مافيها تفتخر..
و اليومِ قد أضحت تحتضِر..
هذهِ الفتاةُ كانت مُدلّلةُ أبيها، لكنّ أباها قد رَحلَ إلى السّماء!
فأصبحت هذهِ المُدلّلة.. مُخبّأةً تحت سقفِ الظُّلمةِ تحتمِلُ المآسي.. 


استنجدت بإخوانها و هيَ تراهُم في آخرِ الطّريق
أظهروا لها ملامحَ حُزنهم، و استداروا مُقدمين للأفراح!

استنجادُها كانَ صراخًا.. ثمّ نحيبًا.. ثمّ صمتًا!
باعوا الولاء.. باعوا الوفاء.. باعوا الأُخوّةَ و الشَرفْ!

سوريّا.. تتجرّع الألم المُميت.. 
فيا الله.. عليكَ بِبشّارٍ و أعوانه..

ربِّ اجعل دمَهُ يسيلُ كما سالت الدِّماءُ و الدّمَعات
ربِّ انزع روحهُ من جسدهِ كما نزعَ الشّرفَ من تِلكَ الشّريفات 
ربِّ و أذِقهُ القهرَ و الحسرة كما أذاقَ المُسلمينَ أوجاعًا و طعنات. 



الجمعة، 7 نوفمبر 2014

نعَم للبُكاءِ .. نعَم للبُكاءْ




حناجرُ حُزني تُحاكي الدّموع
و تجهلُ أين طريقَ البُكاء

فهل من كريمٍ فيُعطي دموع
و يُحيي احتفالًا بنغْمِ البُكاء

أُنادي دموعي و تأبى الخروج
كأنّها كُفرًا تُلبّي النّداء

فيا دمعَ عيني و نورَ العيون
أنِر طولَ صمتي ببعضِ السّناء

مللتُ اختناقًا بطعمِ السّرور
نعم للبُكاءِ .. نعم للبُكاء

عيوني تظنُّ الدّموعَ صديق
و هذا الصّديقُ يخونُ الوفاء

صديقُ العيونَ الوحيدُ الدُّموع
فمن للعيونِ و كيفَ البُكاء؟!

حزينٌ حزينٌ حزينٌ حزينْ
و لادمعَ فيني يُلبّي النّداء

فـ ياربِّ مُر ذا البُكا أن يكون
و هذي الدّموعَ تُلبّي النداء

لتبقى دموعي صديقٌ صدوق
و يبقى شِعاري: نعَم للبُكاء!

الاثنين، 29 سبتمبر 2014

لحن الدّموع



و أنظرُ للكتابِ بطرفِ عيني
أُخبِّئ مدمعي كي لا يرَوني

دهورًا كنتُ أخفيها كأنّي
أُرتّبُ ما يُبعثرني بلحني

و ما علِموا بأنّي لستُ أتلو
و أنّي رُغمَ عنّي صُغتُ لحني

أنا ما كنتُ أبكي في سطوري
فقد ماتت دموعي وسط عيني

فمن يُحيي دموعي يا أنيني
و من يشدو بألحانِ السّنينِ

فيُطرَبُ من يحِبُّ اللحنَ جهلًا
بأني قد كتبتُ اللحنَ فيني

و إنّ الحبَّ كالبُنيانِ يعلو
و أنّ الشوقَ هدّامُ المباني

الخميس، 25 سبتمبر 2014

حنين




لماذا الحُزنُ يا أمّي؟
لماذا حينما نبكي يزيدُ الدّمعُ أوجاعًا على الهمِّ !
لماذا عندما أشكو.. يكونُ الردُّ لا تشكي..
أنا عانيتُ في عُمري كما لو كنتُ لا أبكي

هل تذكُريَ يا أُمي.. قبل أعوامٍ مضت..
تِلكَ الليالي و السّنين
حينما كُنتِ تنامَي دونما أن تشعرين!

قد كنتُ أركضُ خائفة.. نحو الظلام:
"لماذا يا أُمّي مُبكّرَ ترقُدين"

و كُنتِ بعدها تتبسّمين
و تُمسكين بساعدي.. تتنهّدين
و في أُذُنِ الليالي تهمسين:

"هل تذكرين؟
حينما كان الحنين.. يُدعى حنين!"
فيظهرُ صوتيَ وسْط الزِّحام:
"أوليسَ يا أمّي الحنينُ هوَ الحنين؟!"

كانَ يُعجبني بأنّ الجوابَ يأتِ منكِ دونَ أن تتردّدين
حتّى ظننتُ بأنّكِ لا شيءَ في هذي الدُّنا قد تجهلين!

فأجبتِني.. و في عينيكِ شيئًا من حنين:

"كانَ الحنينُ سجيّةً للأقوياءِ المُخلصين
كان الحنينُ كقوّةٍ يُهزم بها المستكبرين
كان الحنين..كحديثِ السماءِ إلى الغمام
"لماذا ما عدتي تُمطرين؟"

كان شعورٌ دائمٌ.. يُساهرُ كلُّ العاشقين
كان حلمٌ صادقٌ.. أمام كلُّ الكاذبين
و ضِياءً . يستنيرُ بهِ العابرين..

أمّا الآن،. ما عادَ الحنين حنين!

صارَ شيئًا في قلوبِ البائسين
صار كالأحلامِ -ماتتْ- في قلوبِ الحالمين!
صار ليلًا كاجتياحٍ في قلوبِ السّاهرين
لم يبقَ في هذا الزّمانُ حبًا يا ابنتي
أوليس ينقصُ الحبَّ الحنين؟!

ضاع الحنين
ضاع ما قبل الحنين
و ضياعهُ جرحٌ مُخلَّد
لن تُلاقي في زمانكِ.. إلّا مظلومٌ مُصفّد
أو فتاةٌ حلمها قسرًا تبدّد 
أو فتًى لم يلقَ من أحبابهِ إلّا التّصدُّد
أو صغيرٌ يُرثي جد
أو رُبّما حُرٌّ تعبّد


ذاكَ الحنين.. صار يأسْ
صارَ سُمًّا مِلءُ كأسْ
كاحتفالٍ في عزاءٍ يومَ عُرسْ !
كالضّحايا في حماسٍ يومَ أمسْ
صار حِقدْ
صارَ كُرهًا للأبد.


الخميس، 4 سبتمبر 2014

ماتْ..




مات..
صوتُها داخلي مات
مات في أرضي النبات
ماتَ باني الأُمنيات
ماتَ بعْدَ الأُغنيات
كل ما فيني شتات
بعدها.. أينَ الحياة؟


ياه..
صار كلُّ العمرِ "آه"
تِلوَ آهُ القلبِ آهْ
جفَّ ريقي لا مِياه
زِدني آهً زِدني آهْ


ضيق..
أُشعِلَ القلبَ حريق
ماتَ حُبّي لا عشيق
أنا في بحري غريق
أين دربي و الطريق


صمْت..
عِشتُ كلّ العُمرِ صمت
كيفَ في ذا الصمتِ عِشت؟
مُنذُ صِغَري قد هرِمت
من حياتي قد سئِمت


روح..
قلبي مأوًى للجروح
داخلي تُفقَدُ روح
هُدَّ باقي ذي الصّروح
دمعي مِلحٌ للجروح


شام..
قد كساها ذا الظّلام
لم يعُد فيها حمام
تفتقِد معنى السّلام
صارَ في العُنفِ انسجام


آن..
لم يعُد فينا أمان
عِشنا ضَيفًا للزّمان
و امتلأنا بالهَوان
ملَّ صبرًا ذا الزّمان
آنَ وقتُ المَوْتِ آنْ


تيه..
ما لِذا القلبِ شبيه
ضِعتُ من شوقٍ و تيه
خنَقتْ طِفليَ "إيهْ"
عُقدةٌ في حاجبَيه
و على قلبي يدَيْه
طِفلي يا ويلي عليه

الاثنين، 11 أغسطس 2014

إنّي أراها من بعيد..

إنّي أراها من بعيد
روحًا بها عطرٌ جديد


هذا البريءُ أتى كمالـ
بُشرى بأن عهدًا جديد


سيظلُّ في الذِكرى ولن
يمحوهُ ماضينا التّـليد


فاستبشروا إني هُنا
ما بينِكُم إني سعيد


و هُدًى يشِعُّ بعينهِ
و لحبّهِ عمرٌ مديد


هذا البريءُ كدولةٍ
و لحبّهِ نحنُ العبيد


و لكم أهيمُ بعِشقهِ
و بحبّهِ قلبي أكيد


و نفثتُ من روحي بهِ
فإذا بعطرهِ يستزيد


لا شيءَ يُفني حبّنا
فالحبّ يسكنُ في الوريد

السبت، 14 يونيو 2014

أُغنيةُ الصمت





و في صمتي لأُغنيةً
تُعكّرُ صفوَ آهاتي


أيا حُلمًا تراودني
تحقّق رُغمَ زلّاتي


أيا حلمي أيا حُلمًا
عظيمٌ يصرُخُ هاتِ


فأُهديهِ المُنى حُبًّا
و روحي قَدْرَ آهاتي


أيا عِشقًا أتوهُ بهِ
تجوّل وسْط طعناتي


و صُبَّ حنينَكَ الدّافي
و داوي قسْرَ لوْعاتي


 أيا لومًا يُجادلُني
و يوفي في مناماني


يُحاكيني بلا مَلَلٍ
يؤرّقني و صفَحاتي


 فأسرِدُ من قصيدِ الأمسِ
أشـواقًــــا لآهــــــاتـــي


و هذا الشوقُ ضيّعَني
يُعبِّدُ لي متاهاتي


بكاءُ القلبِ أرهقَني
و صوتُ أنينَهُ الآتي


و فنُّ الحُزْنِ أُتقِنهُ
و أبكي دونَ دمعاتِ

الأربعاء، 21 مايو 2014

لقاءُ المنامِ




حين التيقنا صُدفةً.. كان اللقاءُ هو الوداع!
حين التقينا وسْطَ حُلمي كان في عيني دموعًا من شعاع!
كان اللقاءُ وسْط حلمي صدفةً، بل كان ذات الحلمُ فيني صدفةً!
-كان اللقاءُ هو الوداع-
؛ حيثُ التقينا صدفةً، ثمّ داهمَنا بصدفةٍ الوداع!
جاءَ اللقاءُ و ثُمْ رحل، و ترك قلبي يُحشرجُ بالتياع!

لِمَ لا نكونُ كما ذاك الحمام؟
لمَ لا نكونُ دومًا نهتِفُ بالسّلام؟..

أنت يا ذاك الغلام ...
هلّا شعرتَ بنَبَضَاتٍ أفتّشُ عنها إذا ما حلّ في يومي الظّلام!
هلّا علِمتَ بشأنِ عُصفورٍ يرفرفُ في جوفي منذُ بدءَ حكايتي.. قبل أعوام!
و بأنّني قد بِعتُ عيني..بعتُ روحي و العمُر؛ و اشتريتُ بقدرهِم داءُ الصبر!
قد بعتُ عينًا واحدة، و تركتُ قلبي هائِمًا بلقائِنا؛ فتراكَ عيني الثانية..

أنت يا ذاك الغلام ...
سل ذي الليالي عن أنينٍ في الدُّجى.. قد ارتقى نحو السماء..
سلِ الحنينَ عن شهقتي..حين أفقتُ من منامي.. بارتعاشٍ و بكاء!
من سوءِ حالي أشفقت عليّ و قد بكتِ السماء!
و أعلن صداقتَنا المساء..
فعرفتُ معنى ما يُسمى بالوفاءِ من السماء!

أنت يا ذاك الغلام ...
هلّا علِمت بأنني قد أسِرتُ كلَّ مشاعري خلفَ قُضبانٍ .. و لكن من عِظام!
و هجرتُ كلَّ أطرافَ الحكايةِ من أساسها،
و استعذتُ من المنام!
و الآنَ اخفِض صوتُك..
لا تسبّب ليَ الإزعاج!
فقد خلِدتُ إلى سريري..
كي أنام!

السبت، 3 مايو 2014

القلبُ المتيّم


و نادَوا لقلبي أنتَ ياذا المُتيّمِ
تناسى فحالُ القلبِ ليس بثابتِ

و دعْ عنك كلّ متاعبِ الدنيا فمـا
رأينا للقلبِ أوجعَ منها اللوعةِ

تناسى و كُن دومًا عدوًّا للهوى
و عادِ الصّمتَ و اللوعاتَ بضحكةِ

أجابهمُ الولهانُ قسرًا عنِ الهوى
و في القلبِ إعلانٌ لفقدِ حبيبـةِ

فكيفَ لقلبٍ بات يعشقُ أمسِهِ
فخانـهُ أمسهُ ثُمّ عاشّ اللُّعبةِ

يُحاولُ نسيانَ الشتاتِ الدائمِ
يدوسُ القلبَ فتؤلمهُ ذي الوطأةِ

ألا باللهِ أيُّ دواءٍ للهوى
و أيُّ طبيبٍ قد يُداوي حالتي

يُعيدُني انسانًا كما باقي الورى
و يأتي بشاعرٍ فيُرثي قصيدتي

الثلاثاء، 15 أبريل 2014

حبُّ السرابِ











أنامُ على فراشي
و روحي في تلاشٍ
و ملءُ القلبِ صبرٌ
يُحلّقُ كالفراشِ


و عَيني في المنامِ
يُحاوطها الغمامِ
يسافرُ في دروبٍ
كأسرابِ الحمامِ


هربتُ من السنينِ
رحلت مع الحنينِ
لقيتُ بقلبي حُلمًا
يقطّعُ في وتيني


و سالت من عروقي
دماءً من فتوقِ
و حلّ القسرُ فيها
و جفَّ دمُ العروقِ


حبيبي كالسرابِ
و قلبي كالكتابِ
تمامًا مثلَ بيتي
فَ بيتي دون بابِ


غَفَتْ شمسُ النهارِ
طويلُ الإنتظارِ
فماتَ القلبُ يهوى
حبيبًا باضطِرارِ





الاثنين، 24 مارس 2014

خيانةٌ مِنّـا لنـا!







لو ضاقَ فينا ضيقُنا
لو تُهنا فـينا، بينـنـا
لو مـرّ يومًـا دونـمـا
نلـقى الأحبّـةَ حولنا
ماذا نقــولُ لقلــبِنا؟!
هل ضاق فينا ضيقُنا
أم ضاعَ مِنّـا صوتُنا
أمِ السّعادةُ هاجرت؟
أم تـاهَ عنّـا شوقُـنا!

يا للخِيانةَ مِنّــنا
لكنّها أيــضًا لنا!
لم ندري ماذا كان يجلِبُ سعدنا!
و تمرُّ أيامًا؛ تؤرّقُ عُمرنا
تأتي السّعادة قُربنا
و لكنّ الملامح قد تغيّرت؛ بفعل الزّمان..
و السّؤمُ داعبَ فرحنا!
ثُــمّ ارتحـــل..!
هذا الرّحــيل هوَ الخيانةُ مِنّــنا!
هيَ مِنّــنا..
لكنّها أيضًــا لنا!.

الثلاثاء، 4 مارس 2014

قصيدة #انت


_________


أنت شمسُ الصبحِ دومًا
حين تُشرِق فـي سمـايـا

أنــت نــــورٌ يـتـجلّــى
حين تهتُ فـي عمـايـا

أنت نورُ الشمسِ دومًا
إن دنـــا منّي مسـايــا

أنـت كـــوخٌ دافـــئٌ
فيَّ عن كلّ السرايا

أنت روحٌ تخـفـقُ الــ
أشواقَ قلبي و الحنايا

أنــت روحــي قوّتي
حـال ضعفي و أسايا

أنت كـل الأنــسِ فـي
وحدتي أنـتَ الحَكَايـا

أنــت حـبٌ يتـجـلــى
فـي عيونـي و مُـنايا

أنــت فــكــــــرٌ راقــــيٌ
تُـرشِــدُ نـحـوَ الـهِدايـة

أنــت حــبٌ طــــاهـــرٌ
من عيــوبٍ من خــطـايا

أنت قلــبــي ســــارقٌ
كلُّ مـا فينـي ضـحـايا

أنت دفءٌ في ضلوعي
حال بردي في شِتايا

أنت للأسـقـامِ سـحرٌ
شـافيٌ ، أنت دوايـا

أنت نـهـرٌ جـــــاريٌ
 أرتويهِ في ضمايا

أنت لليائِسِ عونٌ
و يدٌ نحو البِداية

أنت للطفلِ حنانًا
و أمـانًا لِـلورايـا

أنت صندوقٌ لسرّي
حافظٌ .. كل الخبايا


_________


 

الثلاثاء، 28 يناير 2014

رحلة ( الموت ) .. Journey of Death








نفترِش رصيف التّيـه ، حيثُ لا نلقى ملامحنا ..
أمامُنا .. بعيدًا عن أنظارنا ..محطّات .. قد اكتظّ حولها البشر.. لا يعلموا إلى أين هم راحلون ؟
هذا ليس ذو أهمية ، إذا ما كانوا دائمًا على استعدادٍ لهذه الرحلة المفاجِئة و الأبدية!

  
رحلة (الموت)

حتمًا نحن مخطئون ، إن ظننّا أن الموت بعيدٌ عنّا ، أننا ما زلنا صغار ، لا نحتمله
تراودنا هذه الأفكار و كلنا يقينًا أننا لسنا مخطئون.  قد نكون لسنا مخطئون في أننا لا نتمنّى أن نشعر بالموت،
لا نريدهُ أن يأخذ من نحب و نشعر أنه قريب منّا ، و أن دورنا آتٍ لا محاله!


و قد نجهل بأن هذا هو الموت ، و نجهل بأنه إن أتانا حتمًا سيكون راحة لنا ، بعد كل ما لقيناه من عبءٍ في دُنيانا.


لكننا نُخطئ إن نسينا  بِأن "الموت" لا يعرف التمييز و التفكير


لا يُميّز ..

 أهوَ طفل قادرٌ على تحمل السكرات ؟
أَم شابٌ في عمرِ الورودِ ، لم يرى الحياة بعد!

لا يُفكّر ..

أهيَ أُمّ ، أبناؤها لا يملكون غيرها في حياتهم، فإن ذهبت من سيرعاهم و يربيهم؟
أَم أب ..إن يذهب ،  ستضيع عائلته!


هوَ فقط يأتي و يأخذ ، لأنه مأمور بهذا من الله ، لا يميز .. لا يفكر ،فقط يفعل ما أُمِرَ به!


فلنتعاهد أن نكون دائمًا محسنون ، صادقون ، محسنون النيّة ، نحافظ على بياض قلوبنا
نحارب كل سواد يقترب ، حتّى لا تُلطّخ قلوبنا .. و تتشوّه مناظرها!
حذارِ من السواد ، فإن لُطخت القلوب به ، بان أثرها على الوجوه


لِنتعاهد بألّا خوفًا من الموت ..
و لنكُن دائما مستعدون لهذه الرحلة..


رحلة (الموت).




حنان عبدالله