الثلاثاء، 28 يوليو 2015

صَوْتُ النّكَد



سأُخبر قلبي بألّا بُكاءَ
و أهديهِ من دمعِ قلبي رغد

فقد طال صمتٌ و ماتَ الكلام
و قد لامَ صمتي حديثُ السّهَد

فإذ بي أناجي ليالي اشتياقٍ
بلا شوقَ فيني، لمن؟ لا أحد!  

أنا قلتُ للعينِ لا تدمعي
وقد خيلَ لي أنّ دمعي جمد

و لكنّه بعد صبرٍ طويلٍ
تفجّر نبعًا ولا.. ما خمَد!

فيا دمعُ عيني اسمعيني و عِي
"هل الليلُ يسمعُ صوتَ النّكد؟"

هل الليلُ يقوى أنينَ القلوب؟
يواسيهِ سِرًّا "لماذا النّكد؟"



السبت، 25 يوليو 2015

نثريّة: لَيس.. و لكن!




أن تحيا نصف عمركَ خائفًا من مستقبلٍ مجهول!

أن يحيدَ عنك مستقبلك في عزّ خوفك منه عليه..
بل و في نصفِ صلاتك و دُعاك..
و يُسيَّر لك غيره!

أن تموتُ وراءَ ذلك.. ثُمَّ تُجتثّ من موتك كي تُسقى ببعضِ عقاقير الهَرَم..
و تعيش الحياة بعد ميعادِ الحلم.. بِلاه!

أن تتعلّم كلّ شيءٍ -رُبّما- .. إلّا البُكاء!


ليسَ غريبًا أن تكره الشّكوى..
لكن مؤلم أن تُكسر هذه القاعدة، و يُصبح الكُره.. حاجة!

ليس سَيِّئًا أن تُحاط بالمُثبّطين و المُعارضين لك..
ليس غريبًا بعد هذا أن تُخيَّر بين إرضائهم.. مقابل حياتك..
أو رغبتك.. فهلاكك!
ليس سهلًا أن تختار حياتك.. و يبقى قلبك مُعلّقًا برغبتك..
لكن مؤلم أن تسترضي بعد هذا.. ثم تشعر بأنّك أكبر منك!

ثُمَّ ليس صعبًا أن تتفائل و أنت -بينهم- وحيد!
لكن الصّعب أن تتكوّن لديكَ مناعةً ضدّ التّحفيز.. ضد الأمل.. و ضد كل إيجابية!

ليس مُهلِكًا أن تكونَ مصدر قوّة و تفاؤل لأحدهم
لكن المُهلك حقًا أن يكون هو مرمى شِكايتك يومًا!

ليس موجِعًا أن ترفع اليائس بالتفاؤل.. بكل روحك..
لكن الموجع حقًا أن تتبدّل الأدوار.. و تردّ على (رُبَّ خَيرٍ) بِـ (لا أظُن)!

ليس مؤلمًا أن يقول لك أهل الرّحمة.. ألّا رحمةَ بك!
ليس مؤلمًا أن تفنى موضة الكلام الجارح..
لكن المؤلم أنّ جرحه لازال يؤلمك!

ليس عَيبًا أن يُصرّح لك بسُمِّ القَولِ عن قَيدِ العُرف.. و تحجُّرِ العقل..
لكن انفطار القلب.. ألّا خيار لديك بعد الانصياع لذلك.. سِوى الهلاك!

ليس ذنبًا أن ترى مصائبهم تهلّ على رؤوسهم.. ولا تُساعد..
لكن الذّنب أن ترى مصائبًا ليست لك.. تهلّ عليك.. ولا سبيل لِمساعدتك!

ليست خطيئةً أن تكتُب أو تبكي..
لكن الخطيئة أن ترغم نفسك على التّوقف عن الكتابة؛ إيمانًا منكَ بأنّها قد تفضح.. ثمّ لا تبكي!


أن تكثُر الـ "ليس".. و لكن...

الأربعاء، 22 يوليو 2015

عَهدُ الخيال








قالوا شحيبُ الوجهِ.. قلتُ تجاهلوا!
و سألتهم أينَ الطّريق؟

أحتاجُ دربًا يحتوي ثقل المواطئِ، لا يستثقلُ القلبَ الوحيدَ بداخلي
أحتاجُ دربًا فيهِ نور.. أحتاجُ دربًا لا يُئيلُ لهُوتةٍ!
يستقبلُ الإصباحَ في بسماتهِ، و يرى الضّياءَ كنورِ شمسٍ إن يداهمهُ حريق!

أحتاجُ دربًا دونَ أرصفةٍ ولا عثرات
أحتاجُ دربًا خاليًا من كل قيدٍ أو حدود..فأنا أريد الأُفق أوسع
أحتاجُ دربًا خاليًا من كلِّ ما قد يتبعُ العادات.. فاللهُ قد سوّى الأراضي كي يراها النّاسُ أجمع

قالوا بتاتًا، مُطلقًا.. لا نصفَ دربٍ يحتوي هذي الصّفات
لم يخلقُ اللهُ الأراضي كي تُواسي الشاعرات

فأجبتهم: اللهُ لم يخلق لنا أرضٌ لنبقى في شتات
بل إنَّ ربّ الكونِ سوّى مثلهنّ السماوات

و إذا سألتم ربّكم: (ربِّ اسقنا)
أعطاكمُ ما تسألوهُ من اعتصارِ السّماوات

....
و نسيتُ نفسي في جدالٍ باهتٍ
و لوهلةٍ أغرقتني في نصفِ صمتي؛ كي أفيق
و وجدتُني أُغرقت -حقًا- في خيالي.. لا أفيق!

فالحُلوُ في غرقِ الخيالِ هو التّمردُ في الخيال!

أتخيّلُ البنتُ الجميلةُ رغم أنّ الحزنَ فوقَ القلبِ أَثقلُ من جِبال!
و أصوغُ شِعري من خيال
فالشّعرُ فينا مطربٌ للنفس..
 رغم أنّ النفسَ في تيهٍ تداري القولَ كي تحظى ببعضٍ الشّعرِ إن خسِرت متاهاتُ الجِدال!

إنّ الخيالَ هو الحياة.. و العمرُ نبضُ مراحلٍ تُسخلصُ الأطباعُ فيها من معاناةِ الخيال

فالعهد في نفسي لنفسي منذُ هذا اليومُ أن أحيى الخيالَ من الخيالِ إلى الخيال..

فتخيّلوا يا من تحبّونَ الخيال..
و تعاهدوا.. ألّا حياةَ بلا خيال!


الثلاثاء، 21 يوليو 2015

حبٌّ خَفيٌّ




يُقالُ بأنّ لي حبٌّ خَفيٌّ
و لم يُقطع بنصفِ الحُبِّ دربي

يُرى فيني حبيبٌ لا أراهُ
و ما أحببتُ يومًا إلّا ربّي

لأصدُقَكم.. مررتُ على بِلادٍ
بلحظةِ صَفوِ بالٍ "من حبيبي؟"

وجدتُ بها جموعٌ من أُناسٍ
قليلهمُ يفيني عن حبيبِ

و لكن قدّرَ اللهُ اختيارًا
و أوّلهم تصيَّرَ لي "حبيبي"
 
فذُقتُ الحُبَّ حتّى آنَ بينٌ
بقيتُ بوحدتي إبّانَ حُبّي

فليتَ القلبُ يهنى بابتعادٍ
و ليتَ الحبُّ لم يختارَ قلبي

لأنّ الحُبَّ في إجماعِ قلبي
جمالٌ مؤلمٌ من دونِ صَخبِ

جمالُ الحُبِّ في تعذيبِ قلبٍ
تزَيّنَ وسطهُ شَوقًا بثُقبِ

إذا ما كُنتُ مُشتاقًا جفاني
و إن قرّرتُ هَجرًا جاءَ صَوبي

و ماتَ الحُبُّ في قلبي -قَتيلًا- 
ضحيَةُ طولَ بَينٍ ماتَ حُبّي

فلا عَيشٌ لحُبٍّ في حياتي
و لا مأوًى بقلبي للحبيبِ

الأحد، 19 يوليو 2015

سَوف أنتهي بمَوْت





عمرٌ جميلٌ.. مرّ مثل الرّوحِ ملئى بالجِراح
ثمّ أُردِفَ نحوَ موتٍ.. ثمّ راح!

ثمّ ماذا؟ ماذا بعد؟
ماذا بعدَ العُمرِ يبغيهِ الرّواح؟
ماذا بعد الطّيرِ يُنوى.. ثمّ يهوي؟
لا جناح!

ماذا بعد جرِّ حلمٍ فوقَ شوكٍ ينقشُ التّثبيطِ في شكلِ الجِراح؟ ثمّ يتركُ بالجِراحِ نديّةً.. كي تجففها الرّياح!

ماذا ماذا.. ما يُقال؟
ما السُّؤال؟
مالذي يُخفيهِ قاموسُ المُحال؟
ما المُحال؟

نامتِ الأحلامُ بعدَ فِراقِ عُمرٍ ماتَ يجني بعضَ شيءٍ من دلالٍ.. مِن كمال.

قيلَ يومًا رُبَّ نفعٍ.. رُبَّ صَوتْ
قلتُ كلّا.. رُبَّ صمت..
قيلَ راحَ العُمرِ صمت!
قلتُ هاكم.. انظروني ها أنا أحيا بصمت
(عِشتُ كلُّ العمرِ صمت)..

فرحي صمتٌ.. حزني صمتٌ.. موتي صمتْ
(كيفَ في ذا الصّمتِ عِشت؟)

عُمريَ الماضي.. نسيت!
عمريَ الآتي.. مُقيت

سوفَ ينتهي بمَوتْ!
سَوف أنتهي بموت.

الخميس، 2 يوليو 2015

أنتَ نِسيانٌ جميل




و تناثرت بلّورةُ الشّوقِ القديمِ.. تحطّمت
فدنَوْتُ منها -في شتاتٍ- أجمعك

لكنّ ثقل مواطئُ الشّوقِ القديمِ تقودُني أن أتركك
ما عدتُ أقوى حملَ ثقلٍ موجعٍ.. ما أثقلك!

و نسيتُ نفسي في صراعٍ مُهلكٍ.. لن أُهلكك

فأنا كطيفٍ عابرٍ.. معناهُ مُبتذلٌ و يوطؤُ كلّما جاءَ الحنينُ مُباغِتًا.. كي أذكُرك

الشّعر يغفو كلّما قررتُ يومًا أذكرك
حتّى توفّاهُ الإلهْ..
هوَ في الحقيقةِ لم يمُت
لكنّني أحتاجُ أن يغفو طويلًا؛ كي يمرُّ العمرَ حتّى أستطيعُ القولُ أنّي لم أعُد أحتاجُ لك!

فلتنسَني.. و انسى كلامًا لا يُقالُ بأحرُفٍ
و انسى هدوءَ عواصفٍ كانت -ولا زالت- تُسافرُ بيننا
و انسى تشابه ضدّنا.. و خيالنا و سكوتنا

أمّا أنا.. فسأُخبرك
فلترعني -يا دامَ ذِكرُكَ- مسمعك..

أنت نسيانٌ جميلٌ.. إنّما النّسيانُ نِعمة
ما أرى فيكَ حبيبٌ.. إنّ هذا الحُبَّ أعمًى

..
لم يُستباحُ لضَعفِ حاليَ حتّى تنميقُ الخِتام
إذ قيل لي.. أن لستِ مِسكًا للختام!


قد لا أكونُ حقيقةً مسكُ الخِتام
لكنّني أبقى حمام..

مهما يطولُ نزالُ نفسٍ، أو حروبٍ بين بلدانٍ إذا جائت نساءٌ منها بالجيلِ الجديدِ يُدرّسون بلا خرائط!

فحروبُ عصرٍ قد مضى محتِ الحدود.. قتلت جدود.. نقضت عهود

لم يبقَ للأجيال حتّى بعضُ آثارِ الحدود
لم يبقَ للأيّامِ إلّا أن تعيشَ تصبرّا و تعيشَ ذُلًّا.. كي يجيءُ غدًا و تنعمَ في سرايا للخلود..
..

ها قد رميتُ شكايتي.. هل تُعجبك؟
لا يُستباحُ الحبُّ في هذي الظّروف.. ما أثقلك!

نَم و ادعُ لي أن أبقى في حالٍ جميل..
نَم يا أيُّها المَنسيّ -ضُعفًا- أنت نسيانٌ جميل..
نمَ.. لا تخفْ.. فسأدعو لك.