السبت، 8 أغسطس 2015

بكاءُ القلبْ..



بكاءُ القلبِ لا دمعٌ يُعاقِرهُ
و دمعُ العينِ لا قلبٌ يواسيهِ

حديثُ العينِ شمسُ الصبحِ تكتبهُ
و إن مالت .. فلا شيئًا سيُخفيهِ

هُنا روحُ.. هنا نفسٌ ممزّقةٌ
هُنا جسدٌ لِحافُ الموتِ يكسيهِ

غيومُ الإثمِ تعلوني و تحصرُني
و تخنقني بسُمٍّ .. -فِيَّ- تفشيهِ

فمُذ ماتت قصائدنا فلا صُبحٌ
و شيءٌ إن يجيءَ الصّبحُ يُمسيهِ

صباحُ القلبِ مُشتاقًا إلى قلبٍ
يؤانسهُ.. -إذا ما ماتَ- يُحييهِ

يموتُ القلبَ.. بل قد مِتُّ في قلبي
كأنَّ القلبَ مِقبرةٌ لما فيهِ

هُنا إنسٌ.. كلامُ اللهِ تجهلهُ
هُنا قذفٌ بلا طربٍ تُغنّيهِ

كلامُ اللهِ ترسيخٌ بتلقينٍ
ولا عقلٌ -بوعيٍ فيهِ- يُحْيِيهِ

و كلَّ النّاسِ من حَولي مزيّنةٌ
بزِيِّ العُرفِ.. فوقَ الدّينِ تُعليهِ!

مُسلِّمةً لذي العاداتِ جاهلةً
بأنّ العُرفَ للإسلامِ، مُقصيهِ 

هُنا نورٌ.. بقلبٍ.. ملؤُهُ طُهْرٌ
و -باسمِ الدّينِ- ذي الأعرافِ تُطفيهِ

هُنا التّاريخُ يكتبنا.. و يحفظنا
منَ النّسيانِ .. مِمَّن لا يوَفّيهِ !

هُنا أرضٌ.. -بلا أصلٍ- مُفرّعةٌ
هُنا قلبٌ تُساقُ خُطاهُ للتّيهِ!

هُنا الإسلامُ مُغترِبٌ و مُنطويٌ
نكادُ اليومَ بِـ(الإفناءِ) نُسميهِ!

هُنا مَوتٌ يعانقُ كلَّ ذي عقلٍ
و من يطغى بهذي الأرضَ تُطريهِ

يُعانقنا.. شعورُ الموتِ في الدّنيا
و يُحزننا إذا ما فاءَ .. نبكيهِ

فما للنّفسِ أن تختارَ مرتعها
ولا أن تنسى ما في القلبِ تُدفيهِ

لها أن تكتبَ الأفراحَ قاطبةً
جزاءُ الصّبرِ بعدَ الموتِ تجنيهِ