الجمعة، 15 مايو 2015

صِبا..





صاغَ صبري فيكِ شِعرًا
ليتَ كُلَّ الشِّعرِ فيكِ

مُرشدُ القلبِ اشتياقي
نحوَ تيهٍ يبتغيكِ

ملّتِ الأشواقُ منّي
ملَّ صوتي ينتجيكِ

فتعالي يا فتاتي
لكِ حُضنًا يحتويكِ

تزدَدِ الأرضُ ابتهاجًا
تتباهى مِنكِ فيكِ

كلّما أشتاقُ لَمْحًا
لعيونِ الطِّفلِ فيكِ

يبكي كلَّ القلبِ فرحًا
كلَّ قلبي يفتديكِ

صفوَ روحٍ منكِ يدنو
لبنًا يحلو بفيكِ

يا صِبا عُمري تعالَي
ليسَ شيئًا يعتليكِ

يا صِبا عهدًا جديدًا
مِنكِ يأتي، يزهو فيكِ

كلّما أنهيتُ بيتًا
عزَّ شِعري ينتهيكِ




الخميس، 7 مايو 2015

أحتاجُ لحنًا كي أقولَ قصيدتي




أحتاج لحنًا؛ كي أقولَ قصيدتي!
أحتاج أن أُبدي حديثًا.. كيف يُبدى.. كيف عَلّي أبتديه؟
ما عِدتُ أعرف كيفَ يُنسجُ ما يقال.. طال الكثيرُ من الجِدال، لم يبقَ شيئًا كي يُقال!

الكلُّ يعرفُ كيف يُبدي حديثهُ، إلّا أنا.. يزداد صمتي في الضّجيجِ بداخلي، و يزيدُ حزني!

أبتاعُ من صمتي الحديث.. أجني حروفَ الصّمت، يالَ الصّمت!

الكُلُّ من حولي ترنَّم قولهُ، بسلالةٍ، و بحبكةٍ لُغويّةٍ.. إلّا أنا.. في حضنِ صمتي.. مِتّ!

و بحيلةٍ أترنّمُ الحرفَ اليتيمَ بأنّةٍ.. و بأنّتي أتنغّمُ الحزنُ الوحيدَ بداخلي.. كالهوتةٍ الظّلماء تنبذُ أيُّ نورْ
و تراهُ كالعربيد ليلًا نائمًا في نصفِ دربٍ خاليٍ من كلّ قلبٍ واعيٍ.. و أقولُ في وسطِ الظّلام.. أن هيتَ لك

و يردُ لي صوتُ الظّلامٍ ببحّةٍ و بحبكةٍ: نامَي فهذا النّور راحَ و قد هلَك.. لن يسمعك.. نامي فلن تلقينَ نورًا بعد ما أنَّ الزّمانِ بنصفِ دربي قد رماك.. فتعثُّرُ الأقدارِ في أعتابِ دربي لا يُئيلُ إلى السلوك.. لكنّ شيئًا قد سلك.. نامَي فهذا النور راح.. و قد هلك! 

يزدادُ وهني رغم حُبّي للحروفِ و للقلم، لكنّ حُبّي ليس إلّا تُرجمانًا للألم.. 
أحتاجُ أن أبقى بصمتٍ كي أرتبَ أحرفي.. و أرتبَ الأحزانَ شيئًا.. علّ حزني ينتهي!

و يدومُ صبري، و يدومُ صمتي، و يدومُ حزني.. لا ينتهي!

أحتاجُ أن أكون قصيدةً موزونةً، قد خطّها -في حاجةٍ- و بكلِّ حِرصٍ.. شاعِري!

يا شاعِري.. مُر كلّ شِعرٍ في طريقكَ أن يموت..
فأنا قصيدتكَ الوحيدة.. و أنا بحور الشّعرِ فيك

الشّعر ترتيبُ لنا.. إذ أننا شيئًا صغيرًا عيثَ فيه
فاكتب.. اكتب بكلّ الشِّعرٍ فيك
اكتب بحِرصٍ إنّني إن جاكَ موتٌ في خيالكَ أفتديك

اكتب فإنّي في يقين الموتِ صدقٌ لاحتمالٍ -رُبَّ عَيشٍ- يحتويك.. 
اكتب فإنّي دِرعُ روحٍ بل حياةٍ للّذي يحيى ليُطعمَ مُهلكيك

اكتب الأبيات بيتًا تِلوَ بيت..
اكتب الأبيات بيتًا تلوَ بيت..

كُن قويًا مثل ضرغامٍ يشدُّ الرّوح كي يبني سِوارَ البَيت

و اجعل الأبياتَ رِقّة.. مثلَ رَنْحاتِ النّسيم
قد تعتدي سور المنازلِ دونَ إذنٍ.. لكنِ النّسمات حتى في تعدّيها سلام!

هيَ تعتدي.. لكنّها قوّت سوارَ البيت.

عندما كُنـا صِغارًا..





عندما كُنا صغارًا
لم يكُن كسرًا ليُجبر

عندما صِرنا كبارًا
كلُّ كسرٍ باتَ يكبُر

كلّ كسرٍ تِلوَ كسرٍ
لسنا نلقى من يُكسّر؟

لُوثت نيّاتُ صفوٍ
هل من النّيّاتِ أطهر؟

قيل لي "طفلٌ صغيرٌ"
قلتُ ليتَ الآنَ أكبُر

ليتني ما قلتُ أكبر
ليتني أحيى لأصغر

ليتنا في غيرِ عهدٍ
ليت عبدَ الظُّلمِ حُرِّر

تُرسمُ الأحزانُ فينا
رسمَ فنّانٍ مُصوّر

ليتنا نحظى بفنٍّ
يرسمُ التِّرياقَ أكثر

ثمّ أكثر.. ثمّ أكثر
حتى نحيانا و نطهر