الاثنين، 15 فبراير 2016

حمامةٌ.. تبني جناحًا كي تطير





كانتِ الأحلامُ شيئًا من سواد..
مثل ليلٍ قاتمٍ.. لا نجمَ فيهِ و لا قمَرْ!
لا يُستمدُّ الفرْحُ  من سُودِ الّيالْ..

كانت كطيرٍ بينَ طيّاتِ الغمام.. يعلو و يهوي بانسجامْ
لا يستسيغُ الإلتفاتَ الوراء.. يبني بروحهِ كلَّ حُلمٍ بانتظامْ
يستحضِرُ البسمات -قسرًا- كي ينامْ..

قد توارى الحزنُ يومًا.. صُدفةً!
إذ يبزغُ الفرَجُ الإلهِيُّ الكبيرُ -مُباغتًا- في قمّةِ الضّيقِ الفسيحِ من الحياة!

يا روحَها صبرًا جميلًا.. و احلُمي!
و تفاءلي.. فالعَيشُ في عُنقِ الزُّجاجةِ ذاهبٌ
إمّا تُبادرَ في النّزاعِ محاولًا ألّا تطيلَ الاختناقَ .. فتجرحك!
أو تصطبر.. و اللهُ يأتي بالفرج.. و يُباغت الرّوحَ الهزيلةُ بالفرح!

تتباطأ النّبضات .. لا تبغي الحياة!
و اللهُ يرزقها الحياة..
هذي الحياةُ عسيرةٌ.. في عُسرها قد تستمِرُّ و تستمرْ..
قد لا يعايشها أحد..
لكنّها حتمًا ستلقى قاربًا.. كي تستقر..
و بأجملِ الحالاتِ -ظنّا و اعتقادًا- تستمر!

و هُنا.. تعالت أُمنياتٌ للغمامْ..
طارت بها روحٌ تحلّقُ كالحمام..
كانت كثيرًا ما تتوهُ أمام ذيّاك السؤال:
"لِمَ طال سيرُكِ؟ أنّى يكونُ لكِ جناح؟"

فتجيبهم: "إنّي حمامةُ أمسِها.. كُسِرَ الجناحُ و قد هوَتْ.. لم تعترِف بالعَيشِ أرضًا.. لكنّها تبني جناحًا كي تطير.. فلرُبّما يومًا تُحملِقُ في السّماءِ تُلاقِها مدّت جناحًا أبيضًا.. تُلقي السّلام".