السبت، 25 يوليو 2015

نثريّة: لَيس.. و لكن!




أن تحيا نصف عمركَ خائفًا من مستقبلٍ مجهول!

أن يحيدَ عنك مستقبلك في عزّ خوفك منه عليه..
بل و في نصفِ صلاتك و دُعاك..
و يُسيَّر لك غيره!

أن تموتُ وراءَ ذلك.. ثُمَّ تُجتثّ من موتك كي تُسقى ببعضِ عقاقير الهَرَم..
و تعيش الحياة بعد ميعادِ الحلم.. بِلاه!

أن تتعلّم كلّ شيءٍ -رُبّما- .. إلّا البُكاء!


ليسَ غريبًا أن تكره الشّكوى..
لكن مؤلم أن تُكسر هذه القاعدة، و يُصبح الكُره.. حاجة!

ليس سَيِّئًا أن تُحاط بالمُثبّطين و المُعارضين لك..
ليس غريبًا بعد هذا أن تُخيَّر بين إرضائهم.. مقابل حياتك..
أو رغبتك.. فهلاكك!
ليس سهلًا أن تختار حياتك.. و يبقى قلبك مُعلّقًا برغبتك..
لكن مؤلم أن تسترضي بعد هذا.. ثم تشعر بأنّك أكبر منك!

ثُمَّ ليس صعبًا أن تتفائل و أنت -بينهم- وحيد!
لكن الصّعب أن تتكوّن لديكَ مناعةً ضدّ التّحفيز.. ضد الأمل.. و ضد كل إيجابية!

ليس مُهلِكًا أن تكونَ مصدر قوّة و تفاؤل لأحدهم
لكن المُهلك حقًا أن يكون هو مرمى شِكايتك يومًا!

ليس موجِعًا أن ترفع اليائس بالتفاؤل.. بكل روحك..
لكن الموجع حقًا أن تتبدّل الأدوار.. و تردّ على (رُبَّ خَيرٍ) بِـ (لا أظُن)!

ليس مؤلمًا أن يقول لك أهل الرّحمة.. ألّا رحمةَ بك!
ليس مؤلمًا أن تفنى موضة الكلام الجارح..
لكن المؤلم أنّ جرحه لازال يؤلمك!

ليس عَيبًا أن يُصرّح لك بسُمِّ القَولِ عن قَيدِ العُرف.. و تحجُّرِ العقل..
لكن انفطار القلب.. ألّا خيار لديك بعد الانصياع لذلك.. سِوى الهلاك!

ليس ذنبًا أن ترى مصائبهم تهلّ على رؤوسهم.. ولا تُساعد..
لكن الذّنب أن ترى مصائبًا ليست لك.. تهلّ عليك.. ولا سبيل لِمساعدتك!

ليست خطيئةً أن تكتُب أو تبكي..
لكن الخطيئة أن ترغم نفسك على التّوقف عن الكتابة؛ إيمانًا منكَ بأنّها قد تفضح.. ثمّ لا تبكي!


أن تكثُر الـ "ليس".. و لكن...